توفت زوجته وتركت له أولاد ومرت سنين بعد موتها ...وتفرق الرجل عن عائلة زوجته ..التي أصرت على تربي أولاده ..لم يصر كثيرا إذا حينها لم يكن ظرفه مهيأ لتربيتهم وبعد زواجه من فتاة صغيرة أدرك أنها لن تكون قادرة على تربية أولاده تركهم في حضانة الجدة من الأم التي
استطاعت أن تربيهم على كراهية الأب وعائلته ومع هذا استمرت علاقته بأولاده وان كانت علاقة متوترة لتحكم أهل الزوجة بأولاده وعلاقته بهم على الرغم من هذا كافح ليكون بقربهم ..
استطاع أن يبقى قريب منهم ولكن بصلاحيات أبوية محدودة ..تمر السنين مسرعة, ليكتشف أن أفضل ما حصل له هو وفاة زوجته وابتعاده عن هذه العائلة التي أذاقته كل أنواع الأهانات واستغلت أولاده ضده.واكتشف في تصادمه معها الكثير من الجوانب السيئة فيها ما كان ليراها لو كان الوضع ليس كما هو عليه الآن.
وكل مرة كان يقول في الموت أمر صالح لا يعلمه ألا الله حينها..
وأخر كان يتوعد الكثير من الناس بالإساءة لهم ..وكان يلمح لهم بأنه قادر على أن يذيقهم الذل على يد المحتل الذي باع ضميره لهم ..فكان لهم أذن بين الناس تتسمع أخبار المقاومة والمقاومين ليوصلها للمحتل
وطالما هدد تلميحاً أو جهراً الكثير من الرجال بقدرته على الوشاية بهم . سبحان الله ! فكان له الموت بالمرصاد وجاءه من حيث لا يعلم ..!! يترصد للناس ليؤذيهم ..ويترقب كل ساكنة وشاردة منهم وعين الموت تحدق به وعلى حين غرة منه يأتيه ليختطف روحه الخبيثة من بين جنبيه !!
قالوا أهله في موته خير أراحنا من عاره ..
رجل فقد عقله بعد أن امتحن بالهوى والعشق فلم ينل من أحب كما هي عادة الناس ولكنه لم يطق الخسارة ولم يصبر على الابتلاء ..فطار لبه من جوف رأسه ..فمضى هائماً بين الفيافي يتوهم من الخيالات الكثير ..
ركض صبية الحي وراءه سفاهةً واستخفافاً ...ونادوا عليه بأقبح المسميات التي مضختها ألسنتهم السليطة على الضعفاء من مثله..
سبحان الله !!في يوم جمعة قائظ طلقة من المحتل أنهت حياة هذا المختل ..لم يبكيه أحد غير أمه والبعض من أهله ومن أشفق عليه في محنته ..والذين شعروا أن نهاية الرجل كانت مناسبة جداً لوضعه المتردي .. ختموا تعليقات الناس التي لا تنتهي بعد الحادث , بمقولة عامية طالما كررها الناس هنا ..
أنه أراح واستراح ..
والأمثلة كثيرة قد لا يسع المقام لها هنا لذكرها تجعلنا نردد قوله تعالى ..
عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم ....
كرهنا الموت دائماً ..وعلى الأغلب عندما ننكب بفقد غالي علينا نستهجن الموت وقسوته أن خطف منا ما توهمنا من أيام السعادة التي افترضناها ستكون مع من فقدنا من الأحبة ..
ولكن تثبت لنا الأيام التي تأتي بعد النكبة أن الموت فيه صلاح أمر جهلناه وعلمه الحكيم العزيز